المرأة السكندرية عبر العصور التاريخية
اشتهرت بنات بحرى والاسكندرانية عموما بالانوثة والدلع والاناقة فى اللبس حيث كن يرتدين الملاية اللف التى كانت تغطى مفاتنها من الراس حتى اقدامها والمنديل ابو اويه وتغطى وجهها بالبرقع المزين بقصبه (حلية) على الانف مدككة فى الخيط المار على الانف وتكون هذه القصبة دهب او فضة او نحاس او معدن لامع حسب الظروف المادية للبنت .. وكن يتمخترن على الكورنيش ويجبن شوارع الثغر بكل خفة وثقة فى النفس ودلع ولكن هل يصدق احد ان تلك الغزلان السكندرية تستطيع ان تكون قائدات ثوريات ومناضلات الذى يثبت شجاعة جدعنة بنات بحرى بجانب خفتهن ودلعن وقفتهن الجليلة امام هجوم القوات البريطانية فى يوليو 1882 مصر لاحتلالها حيث بدأت الهجمات بضرب سفن الاسطول الانجليزى الى مدينة الاسكندرية لذلك شاركت النساء فى الدفاع عن المدينة حيث ذكر ذلك الشيخ محمد عبده فى مذكراته قائلا " كان الرجال والنساء تحت مطر الكلل ونيران المدافع ينقلون الذخائر الى بعض بقايا الطوبجية الذين كان يضربونها وكانوا يغنون بلعن الامير سيمور ومن ارسله " كما اوضحت الدكتورة بهية شاهين استاذ بقسم الاثار بكلية الاداب جامعة الاسكندرية وعضو فرع المجلس القومى للمراة بالاسكندرية ان جداتنا السكندريات منذ عام 280 قبل الميلاد كان لهن وقفات تاريخية عظيمة وتاريخ حافل تفتخر به اى فتاة سكندرية والتى تعتبر الملكة ارسيفوى الثانية من اوائل السكندريات العظماء التى تعتبر اشهر واقوى امراة فى عصرها عام 280 ق.م حيث اطلق اسمها على اهم مقاطعات الفيوم تخليدا لاهميتها لانه كان الجميع يعرف انها الموجهة الحقيقية لسياسة زوجها الملك وكانت سياسة الحكم فى زمانها تنفيذا او اتباعا لسياستها
ثم اتت بعد ذلك الملكة كليوباترا الاولى فى عام 190 ق.م فى فترة امتلئت بمؤامرات القصور المعروفة وكانت الوصية على ابنها الملك وكان لها دور هام فى القضاء على ملامح الضعف داخل البلاد بعد موت زوجها الملك واستطاعت بحكمها و ادارة البلاد كوصية على ابنها الملك الصغير حتى تسلم الحكم
وبعدها جاءت كليوباترا السابعة فى الحقبة مابين 51 الى 30 ق.م وكانت اشهر الملكات السكندريات على الاطلاق حيث اقتحمت معترك السياسة العالمية خرجت بدون جيش او مال لتواجه بشخصها المجرد روما اقوى دولة فى العالم القديم واستطاعت من خلال نفوذها الملكى ان تجعل من نفسها امبراطورة العالم القديم باسره كما استطاعت ان تمتلك القائد الرومانى قيصر حينما حاول عزو الاسكندرية ومن ثم دعاها لزيارة روما كملكة رغم كراهية الرومان لها وتوالت اعمالها التى سجلها التاريخ كاسطورة فى كتب التاريخ
وكان للمرأة السكندرية وجود فى الدوائر العلمية بالاسكندرية حيث كان من المع تلك الاسماء الفيلسوفة هيباتيا التى أتى لها الطلاب من كل انحاء العالم نظرا لشهرتها العلمية العظيمة خلال ذلك العصر
واذا قفزنا الى العصر الحديث نجد للمراة ايضا وجود فى ثورة ثورة 1919 حيث كانت اول مظاهرة نسائية كبيرة يوم احد 16مارس 1919 للتعبير عن تأييدهن للثورة وكان عدد المشاركات فى تلك المظاهرة يصل عددهن الى 300 سيدة كما اعددن خطاب احتجاج لتسليمه لمعتمدى الدول الاجنبية وفى 16مارس 1923 تم تأسيس الاتحاد النسائى فى ذكرى اول مظاهرة نسائية فى ثورة 19
ومن ناحية اخرى واصلت الحركة النسائية محاولاتها طوال حقبة الاربعينات لاستخلاص الحقوق السياسية للمراة وبصدور دستور 1956 وقانون مباشرة الحقوق السياسية تبدأ صفحة جديدة فى مسيرة المرأة المصرية واعطى للمراة للمرة الاولى حق المشاركة فى الانتخابات ترشيحا وانتخابا
وتوالى ظهور المراة فى المجتمع فى كافة المجالات وكان من اهم الامتيازات التى نالتها المراة هو صدور قرار جمهورى فى فبراير عام2000 بانشاء المجلس القومى للمراة الذى تنتشر فروعه فى كافة انحاء الجمهورية للنهوض بالمراة المصرية
واذا نظرنا فى وقتنا الحالى نجد نخبة من سيدات الثغر لمعن فى سماء مصر بشتى المجالات ونجد الدكتورة هند حنفى خير مثال كاول سيدة تتولى منصب رئاسة جامعة مصرية حكومية وهى رئاسة جامعة الاسكندرية بقرار جمهورى لتولى ذلك المنصب فى العام الماضى
ونجد المهندسة نادية عبده اول سيدة ترأس مرفق حكومى وهو توليها منصب رئيس مجلس ادارة شركة مياة الشرب بالاسكندرية والعضو المنتدب لها
ونرى ايضا بطلة مصر فى رفع الاثقال نهلة رمضان التى مثلت مصر فى العديد من المحافل الدولية والمحلية وفازت بالعديد من الميداليات الذهبية وهذا كمثال وليس للحصر عن سيدات وفتيات سكندريات نجحن وتولين مناصب عليا ولمعن فى مجالات عدة سواء ادارة او سياسة او فن وحتى الرياضة وثبتن وجودهن فى مناصبهن
تعليقات
إرسال تعليق