الطعام والعمل وأحيانا الجنس إددمانات خفية
اوضحت الدكتورة منال الدغار اخصائية الطب النفسى و سفيرة للنوايا الحسنة ان الجنس يمكن ادمانه وهو واحدا من اشهر الأدمانات الخفية فى مجتمعنا المصرى..
و هنا يجب أن نفرق بين الخيانات الزوجية أو العلاقات العابرة و بين الأدمان الجنسى و الذى يشترك مع ادمان المخدرات فى كونه سلوكا قهريا , فيه تعود و اعتمادية , و يؤثر على حياة المرء كلها سلبا و تدميرا, و لكنه لا يستطيع التوقف وحده عن ذلك السلوك
حيث تناول التاريخ العلمى حالات الأدمان( أو الأفراط لأن لفظ الأدمان لم يظهر الا فى بدايات هذا القرن)
الجنسى فى بدايتها بالإستغراب, ما الذى يدفع شخصا لأعادة سلوك معين يشعر بالتقزز من و لكنه لا يستطيع له دفعا؟؟ما الذى يجعل الفكرة الجنسية مسيطرة عل التفكير لدرجه تجعل لا هدف له فى الحياه سواها؟؟متهور, لا يشبع.و فى سبيل ارضاء تلك الرغبة الجامحة قد يكسر القانون أو يخلف التقاليد الأخلاقية و الدينية لمجتمعه..و قد يفقد فى ذلك الطريق شرفه, حريته, و من الممكن حياته؟؟
الجنسى فى بدايتها بالإستغراب, ما الذى يدفع شخصا لأعادة سلوك معين يشعر بالتقزز من و لكنه لا يستطيع له دفعا؟؟ما الذى يجعل الفكرة الجنسية مسيطرة عل التفكير لدرجه تجعل لا هدف له فى الحياه سواها؟؟متهور, لا يشبع.و فى سبيل ارضاء تلك الرغبة الجامحة قد يكسر القانون أو يخلف التقاليد الأخلاقية و الدينية لمجتمعه..و قد يفقد فى ذلك الطريق شرفه, حريته, و من الممكن حياته؟؟
فى عام 1952 وضع العلماء الشبق الجنسى فى التقسيم النفسى كأحد الأنحرافات الجنسية و لكن بقيت ملامح التشخيص مبهمة و غير واضحة..حتى اتى عالم يسمى كارنز فى عام 1083 و كتب كتابه الشهير "خارج الظلال" و فيه وصف تلك الحالة لأول مرة بالأدمان الجنسى..و لكن بقيت خلافات كثيرة حول وضعه كتشخيص منفصل أو كجزء من مرض نفسى مثل الأنحرافات الجنسية او الوسواس القهرى او الأضطراب الوجدانى ثنائى القطبين..
و لكن يبقى السؤال لماذا لا يأخذ ذلك المرض صورة واضحة يمكن التعامل معها, ربما تكون الأجابة لأن صورته ليست واضحة و قد يأخذ فى بدايته اشكال قد يغض عنها المجتمع الطرف , دون العلم بالأدمانية العالية لتلك السلوكيات, و التى منها..العادة السرية, العلاقات المتعددة, الصور الاباحية , الجنس عبر النت, الخيالات الجنسية..
اضافة الي طبيعة أى ادمان لابد ان يزيد الكم و الكيف للسلوك الأدمانى فيبدأ ذلك السلوك فى التـأثير على العمل و على العلاقات الشخصية بل و حتى سلوكيات غير قانونية حيث تخرق كل الحدود الواضحة فى سبيل الحصول على اللذة..
و تبدأ الحلقة المفرغة عادة بفكرة مسيطرة و رغبة ملحة بالحصول على اللذة, يمارس بعدها المدمن سلوكا قهريا ينتهى بممارسته لإدمانه بغض النظر عن العواقب.. و فور أن يفعل ذلك تجتاحه مشاعر الأكتئاب و الخزى و الشعور بالذنب و الياس من التوقف..و تكون افكاره الأساسية عن نفسه" اننى انسان قذر, لا استاهل الحياة, لن اجد من يحبنى لنفسى, لن اجد من يلبى احتياجاتى, الجنس أو العلاقه هى كل ما احتاجه فى الحياة.."
غالبا ما تكون هناك مشاكل فى الطفولة, لم يشعر فيها الطفل انه محبوب لذاته, الحب الغير مشروط الذى يقبل الأنسان مهما كانت عيوبه و لا يستطيع الأنسان تعويضه ان افتقده فى طفولته الا فيما ندر..تربية تكون قائمة على توقعات عالية, و خزى و اهانة أو تجاهل فى حالة الفشل من تحقيق تلك التوقعات..و يبقى داخل ذلك الطفل طوال عمره انه يجب أن يدفع ثمن الحب, الكلمات الحلوة ’ التقبل و السعادة بالجنس.. و يبقى دائما بداخله ذلك الثقب الأسود الذى يمتص السعادة من حياته و لا يترك الا الوحدة و الرغبة فى الموت.. ظهرت مجموعات كثيرة لعلاج الأدمان الجنسى و لعل اشهرها مجموعة الأثنى عش خطوة و هى عبارة عن برنامج روحى يجعل للأنسان علاقة بقوة اعظم(الله كما يراه) وتقوى داخله المبادىء الروحية و تقبل الذات.. العلاج المعرفى السلوكى لأصلاح المفاهيم المغلوطة عن الذات و الأخرين..العلاج الدوائى فى حالات التشخيص المزدوج هى طرق العلاج بأختصار شديد و لكن تبقى العلاقة العلاجية, قوة المجموعة, احساس المريض بالتقبل و عدم العزلة هى اساس العلاج.
وفى نفس السياق اضافت اميرة سليمان عبد الجليل اخصائية علاج السلوكيات الادمانية والاضطرابات النفسية ان ادمان المخدرات هو التعاطى المتكرر لمادة نفسية لدرجة ان المدمن يكشف عن عجز او رفض للانقطاع او تعديل تعاطيه وتصبح حياة المدمن تحت سيطرة المادة المخدرة لدرجة استبعاد اى نشاط اخر, غير الاهتمام بكيفية الحصول على المخدر ثم تعاطيه وهكذا
و اشارت انه مرض قابل للحصار كما انه ليس قاصرا على ادمان المخدرات فقط حيث ان هناك العديد من الادمانات الخفية منها ادمان النت والجنس والطعام والقمار
وان الشئ المشترك فى كل الادمانات هو الهروب من المشاعر,تجنب هموم الحياة عن طريق الهروب من الواقع ,شعور عارم بفقدان السيطرة لا يمكن التغلب عليه بالمنطق وحده الإرتباط قويا جدا لدرجة تفوق كل منطق و حكمة ,البحث الدائم عن الإثارة و التحدي ,وجود سلوك مدمر و غير صحي يؤذى الجسد و العقل و الروح و يحطم اى محاولات للحياة المتزنة وياخذ الأولوية فوق كل امور الحياة
واضافت ان انماط الشخصية فى الإدمانات الخفية تنقسم الى المنقادون وهم غير التوكيديين والذين يحتاجون الى تقليد الاخرين و الإنسياق وراءهم اذ يشعرون بالتعاسة لتركهم بمفردهم و يحتاجون دائما للدعم و التشجيع من الأخرين مثل الإعتماديين المتواطئين
المنعزلون اجتماعيا ممن يفضلون البقاء بمفردهم وعدم التقرب من الاخرين واجتناب المسئولية فى العلاقات و الحميمية، وهم غير واثقين فى انفسهم و يجدون الراحة فى الإنعزال مثل مدمنى التليفزيون والكمبيوتر
ومعاقبى الذات الذين يجدون اللذة فى الألم فيبحثون عن الألم ليمحوا شعورهم بالذنب، هم على دراية بمدى اخفاقهم وفشلهم مثل: مدمنى الغضب و البغضة و مدمنى الإلم
و الباحثون عن تهدئة انفسهم وهم الذين يعانون من القلق و التوترو الباحثين عن المهدئات مثل مدمنى العلاقات و الأشخاص
اما الباحثون عن الإثارة الذين يحتاجون التحميس الزائد و الإثارة الزائدة لتجنب الملل مثل مدمنى الجنس و مدمنى السرعة و الإلعاب الخطرة
وغير الأكفاء الذين يعانون من الشعور بالنقص و الذين يبحثون عن القيمة و القدرة على التحكم مثل مدمنى الجنس و مدمنى العمل
كما اضافت اميرة سليمان انه يوجد إدمان اخر وهو تعاطى الطعام وهو عبارة عن الشراهة بدون التخلص من الطعام أو السعرات الحرارية
ولكن لماذا يطلق عليه كلمة إدمان؟ لأن الطعام يغير المزاج بسبب المشكلات والصراعات التى نتعرض لها
وتتميز شخصية مدمن الطعام بانه منشغل دائما بالطعام وفاقد للسيطرة على تناول الطعام فى صورة نوبات و محاولاته للسيطرة فى صورة رجيمات متكررة تبوء بالفشل كما يتعرض الى مشكلات صحية ونفسية واجتماعية بسبب زيادة الوزن ويؤدى ذلك الى المزيد من فقدان السيطرة على الأكل و الألم العميق والجوع للحب والفقر فى تعلم مهارات لمواجهة ضغوط الحياة عوامل قد تؤدى للإدمان تأثير الطعام على جهاز المكافأة فى المخ والشعور باللذة ( الجهاز الحشوى ) الهروب من الضغط العصبى والإكتئاب والمشاكل والإستغراق فى شهوة والطعام مع ازدواجية الميل بالاضافة الى الإعتماد على الطعام وحده للشعور بالمتعة
من ناحية اخرى يوجد ادمان العمل و هو ادمان خطير و متطور و قد يؤدى الى الموت
بالنسبة لسمات مدمنى العمل ان مدمن العمل ليس انسانا حرا اذ انه يخضع لقوى داخلية قهرية تجبره على العمل بشكل زائد وفى معظم الأحيان لا يمكن فهم هذه القوى و يعتمد مدمن العمل تماما على عمله كمصدر لقيمة الذات فبدون عمل ويرى مدمنى العمل انهم بلا قيمة حياتهم الإجتماعية ضعيفة او غير موجودة ففي العمل ينغمس تماما و لا يعطى مساحة للترفيه و للهوايات و يظل يفكر فى العمل حتى عند ايوائه للفراش او قيادة السيارة او حتى خلال اى زيارة عائلية و يشعر باكتئاب فى العطلات حتى عطلة نهاية الأسبوع لديه احتياج قهرى للعمل فلا شىء يبدو جيدا بما يكفي و قد يكون مدمن العمل عرضة لإدمانات اخرى مثل ادمان الطعام و جمع المال وادمان الجنس
و من الاعراض ايضا لمدمن العمل انه منعزل، متمحور حول الذات، يفتقر إلى الحميمية، يؤذى نفسه وقد يصبح غير امين كما يعانى مدمن العمل من مشاكل نفسية و صحية كما يعانى من فقر روحى شديد
وقد اشارت ان العلاج الناجح لمواجهة السلوكيات الادمانية هى برامج اعادة التاهيل النفسى والاجتماعى للمدمن بما يكسبه المهارات الاجتماعية ويجعله متوافق مع ذاته بصورة واقعية ومع الاخر
تعليقات
إرسال تعليق