آخر تقاليع أهل الاسكندرية .. دعوة لحضور نقل " الشوار "
كتبت نورهان صلاح الدين:
آخر التقاليع الجديدة طبع دعوات ورقية لحضور " نقل الشوار" من منزل أهل العروسة أو محل الموبيليا الى عش الزوجية الجديد والتى حملت عنوان "فرحتنا فى عفشنا" وتضمنت اسم اهل العروسة
و لعل أبرز جملة وردت بالدعوة "يتشرفون بدعوة سيادتكم لحضور حفل مراسم الشوار"
كما وضعت صور رمزية لكراسي صالون بالدعوة للدلالة عن مضمونها.
و تقول الحاجة ام نور ان تلك الدعوات كانت موجودة ايضا لحضور حفلات " الزار" الذى كانت تقيمه بعض السيدات فضلا عن اعياد الميلاد والافراح بالطبع ولكن حفل مراسم الشوار اصبحت تقليعة جديدة ومستحدثة حتى يستطيع اصحاب الفرح تجميع النقوط المستحق من المعازيم!!
إضافة الي طقس جديد اتبعته بعض الاسر اثناء نقل الشوار وهو استقدام فرقة موسيقية ومذيع ربط يقوم خلال نقل الشوار بوصف كل قطعة تنقل فى الميكرفون مثل " ادينى حلة وخد طاسة وخد ماصفة وكمان ماصفة وهكذا ....." حتى يعرف الجميع سواء الحضور او الجيران ما يشمله الشوار
اما التنجيد كما اوضحته الحاجة نادية انه كان يتكون من مرتبتين ومخدتين كبيرتين وتربيعتين ولحاف بالوان زاهية من قماش الستان او قماش كان يسمى اطلس يشبه الستان و هو أكثر لمعانا وهناك ايضا النصف الاطلس اى نصف لمعان وكانت الوانه وردية او ابيض او اخضر فاتح حيث كان كان يرتفع ثمنه كلما كان به رسومات كثيرة والتى كانت على شكل قلوب او كاروهات
وكان من العادة عندما يبدأ المنجد بالعمل به يقمن نساء الاسرة والاقارب والجيران برمى نقود معدنية ليه حسب المقدرة المالية وايضا المراتب حيث يعتقد ان المنجد يجب أن يفتح التنجيد علي " فضة " .!!
كما كان يضم التنجيد الدرابية المكونة من قماش زاهى الالوان ايضا بالاضافة الى مخدة على شكل " مدفع " وقلوب وعلى شكل دائرى حتى تستخدمها العروسة كمفرش للسرير اثناء النهار
وحتى اختلفت نوعية قماش المراتب حيث كان الغطاء الخارجى لها يكون من قماش الوردة البيضاء وهى خامة قطنية او المورية ولكن مع الوقت اصبحت من الكتاب او الحرائر او اقمشة تنجيد الانتريهات
ومن الطريف بالنسبة للتنجيد يصاحبه ايضا فرقة موسيقية يصاحبها مطرب يغنى الاغانى الشعبية وبالاخص الحزينة التى ليس لها علاقة بالفرح او الاستماع الى الدى جى الذى ايضا يعرض الاغانى الحزينة مثل اغنية انا مش عارفنى لعبد الباسط حمودة وغيرها كما تقوم الاسر بالمناطق الشعبية بعمل خيمة من الملايات بالشارع يستظل بها المنجد وتقوم ام العروسة بفتح الملايات والبطاطين والدربيات على حبال على جانبى الشارع حتى يراها الجميع ويتجمع نساء الاسرة واهل الزوج بجوار المنجد فى الشارع يزغردن فرحا بالتنجيد وويقمن بالقاء النقوط على المراتب وغيرها
ولكن مع الوقت اختفت اشياء كثيرة من شوار العروسة واستبدلتها عروس 2010 ببدائل جاهزة كما قالت مدام سماء وهى عروسة حديثة حيث قامت باستبدال اللحاف القطن والدرابية باللحاف الفيبر والدرابية الجاهزة المكونة من الستان والتل وسبب ذلك هو قلة تكلفة المنتجات الجاهزة الحديثة بالاضافة الى سهولة استخدمها وغسلها وتخزينها واكتفت بالمخدات والمراتب القطنية
كما نجد ام لؤي انها قد استبدلت التنجيد باكمله لانها قامت بشراء المراتب الجاهزة الاسنفجية المدعمة بالسوست واللحاف الفيبر كما استخدمت المخدات الجاهزة الاسفنجية وقالت انها سهلة الاستخدام كما انها مريحة فى النوم علي عكس المراتب القطنية التى تحتاج كل فترة الى اعادة تنجيدها
ومن الطريف ان هناك ايضا تقاليع جديدة استحدثها المنجدين بالاخص فى المناطق الشعبية الى التنجيد وهى اضافة بعض الورود البلاستيكية الى اطراف المخدات كتزين لها
من ناحية اخرى نجد ان شوار العروسة قد تغير وتطور هو ايضا حيث قالت الحاجة كاميليا ان العروسة السكندرية قديما كنت منذ نعومة اظافرها تقوم بعمل ستائر من الكروشية بخيوط قطنية تسمى "غيط الغزل" تتميز برسومات مميزة مثل رسمة الملائكة او بوكيهات الورود وكانت العروسة من صغرها وحتى يوم زفافها تصنع تلك الستائر وكانت حوالى ستارتين او ثلاثة باحجام مختلفة كما كانت تصنع دائر السرير النحاس التى كانت توضع فى اطار فوق السرير النحاس وكانت تعلق برفقتها الناموسية وهى ستارة خفيفه لمنع الناموس حتى لا يقلق النائم كما كانت تصنع العروسة مفارش متنوعة الاحجام والتى تكون كلها باللون الابيض
كما كان يضم شوار العروسة بابورين جاز من النحاس وكان الاسكندرية يطلقون عليه "باجور" مختلفى الاحجام حتى تستخدمه العروسة فى الطبخ او تسخين المياه حيث كلما زاد غنى العروسة زاد عدد البوابير كما كان يشمل الشوارع الحلل والاوانى النحاسية والهون النحاس والذى كان يقوم بجميع الاعمال فى فرم وطحن جميع الاطمعة والاكلات و الاطباق الصينية والزنجو وهى المصنوعة من الصاج المطلى بمادة المينا واللبنانة الزنجو والاكواب الزجاجية والقلل الفخارية وصنية نحاسية حتى توضع بها كما كانت العروسة تقوم بصنع اغطية من الكروسية حتى تفظ فوهة القلة من اى حشرة او اتربة وتشطت الغسيل وتشطت الاستحمام وكرسى الحمام الخشبى الصغير والطبلية والقبقاب الخشبى حيث كانت العروسة تجهز قبقابين منهم واحد به اجراس او جلاجل كنوع من انواع الدلع او الرفاهية
وتسهيلا للصعود الى السرير النحاس كان يصنع درجتان من الخشب منجدتان بالستان الاحمر او القماش الزاهى نظرا لارتفاع السرير ودولاب خشبى لتخزين الملابس حيث كان قديما اغلب الزيجات كانت فى شقة حماة العروسة وكان عليها تجهيز الغرفة التى كانت تسكنها
واذا نظرنا اليوم الى شوار العروسة نجده اصبح اكثر تعقيدا واغلى ثمنا والذى يضم الاجهزة الكهربائية المختلفة والانترية والسفرة والصالون وغرفة النوم والمطبخ والتحف والصينى وجميع اشكال الرفاهية المختلفة
تعليقات
إرسال تعليق