مدونة سكندرية تستعرض تراث المجتمع السكندري من واقع الحياة اليومية وترجع الى عصر اجدادنا
النقوط ” الاسكندراني ” .. نقود و ذهب و أحيانا ” مخدرات ” !!
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
-
كتبت نورهان صلاح الدين:
ابتدع الجدود على مر السنوات عادة سميت “بالنقوط” او “النقطة” هذه العادة تعتبر ” جمعية سريعة ” او بمعني أدق قرض حيث يطبق نظام النقوط على كافة الاحتفالات التى تنظمها الاسرة سواء فرح او سبوع مولود او سبوع عروسة او طهور الطفل أو حلقة الزار أو حتي ” تنجيد قطن ” العروس .
حيث نجد ان لكل ثقافة فرعية خاصة بمنطقة في مصر قانونها الخاص بعادة النقوط وكانت الاسكندرية تمتاز ببعض الخصائص فى هذه العادة وتشترك فى بعض الخصائص مع باقى المدن .
وقد اوضحت الحاجة “أم جمال” انه كان قديما قيمة النقطة تتراوح مابين عشر قروش حتى تصل الى خمسون قرشا وكان المستوى الاجتماعى للفرد المديون بالنقطة هو الذى يحدد قيمتها وكان هناك قانون يحكم تبادل النقوط حيث اذا ارادت سيدة ان تقطع علاقتها بسيدة اخرى ترد لها نفس قيمة النقطة التى تحصلت عليها سابقا فى احتفال يخصها اما اذا ارادت ان تستمر العلاقة ترد لها قيمة النقطة بزيادة بسيطة او تزيدها بضعف قيمتها كدليل على الود والوصال بينهما وكانت النقطة بمثابة “دين واجب الرد ” .
وكان من الطريف فى حالة عدم حضور المعازيم الذين يدينون لاصحاب الاحتفال بنقطة كما اوضحته “ام نور” ان ترسل لهم صاحبة النقطة المستحقة ثانى يوم الحلوى الخاصة بالمناسبة مثلا كسكى وحمص فى حالة السبوع او جاتوه فى حالة الفرح حتى تجبر تلك الاسرة بردها كما كانت هدايا سبوع المولود تكون هدايا ذهبية سواء خاتم او ” انسيال بفص ازرق ” او سلسلة او حرف او” قرن فلفل “حيث كان قرن الفلفل الذهبى رمز لكيد الحقود يين ” العوازل ” لرخص ثمن الذهب فى ذلك الوقت
ولكن مع مرور الوقت استحدثت العادة وتغيرت كما زادت قيمتها من بضعة قروش الى مئات الجنيهات كما أن الظروف الاقتصادية الحالية جعلت حرية الاختيار لصاحب المناسبة اما ان يتحصل عليها على هيئة نقود او فى حالة الاصدقاء المقربين والاسر يسأل صاحب المناسبة عن الشئ الذىيحتاجه وهذا يكون واضحا فى مناسبة الفرح مثل عروسة تحتاج لمفرش سرير او عريس ينقصه جهاز كهربائى او اى شئ يخص تأثيث عش الزوجية .
و جدير بالذكر أن النقطة في الافراح الشعبية التي يقوم علي دفعها الرجال ” للراقصة ” أو ” المطرب ” يقوم صاحب الفرح بعد انتهاء الحفل باقتسام المبلغ مع الفنانين و هو أيضا ” دين ” كما هو متعارف بين الرجال في المناسبات و الطريف انه ” أحيانا ” تكون في شكل ” مخدرات ” كما قال ” أبو اسلام ” الذي أضاف أنه في العادة يقوم أحد أقارب صاحب المناسبة ” بتدوين ” أسماء دافعي النقطة ” للتذكير ” و بالطبع نتذكر ” كراسة فيلم اللمبي الصفراء الشهيرة ” و التي استطاع بطل الفيلم ان يتزوج البطلة بمساعدة جمع ” الديون ” التي قام بدفعها كنقوط لأصدقاؤه . .
و تقول ” أم ترتيل ” ان النقوط في حالة ” التنجيد ” له طقسان الأول عندما تعاين السيدات “تنجيد العروس ” فهو لأم العروسة .. و الثاني هو ” إلقاء النقود المعدنية ” بعد أن يقوم ” المنجد ” بفتح القماش بالمقص ..
يذكر ان المستوى الاجتماعى يحدد الهدية فمثلا الاسر الراقية تكتفى ببوكية ورد او هدية قيمة كريستال مثلا اما الاسر المتوسطة او الشعبية تكون مادية
واشارت مدام “سامية ” ان قبول العريس لعروسته فى اول لقاء اسرى بينهم يعبرعنه ايضا بالنقوط لانه فى حاله اعجابه بها يضع لها فى صينية القهوة مبلغ يتراوح ما بين عشرون جنيها الى خمسون جنيها ومع الوقت اصبح ” خاتم ذهبي ” وكان يسمى خاتم قراءة الفاتحة او ربط الكلام وفى الاونة الاخيرة ظهرت محابس الدبل والتوينز “محبس يتكون من خاتمين”واصبحت تقدمه كدليل على موافقة العريس بدلا من النقود والخاتم ..
وكان للزار ايضا نقوط كما وصفته الحاجة”كاميليا”حيث كان يتبارى به المعازيم لانه كان اغلبهم من التجار فكانت قيمة النقوط تصل الى عشر جنيهات وعشرون جنيه وكان من المتبع ان تقوم صاحبة الزار بتبديل ملابسها مع كل دقة زار حيث كلما بدلت ملابسها دل ذلك على انها اكثر ثراء
وكان للنقوط نصيب فى الامثال الشعبية والتى كان اشهرها (الزغاريط بالمحبة والنقوط بالغرض ) وهناك مثل اخر معروف و هو (الغاوى ينقط بطاقيته)
كتب - نورهان صلاح الدين توراثنا من اجدادنا عادة " فتح الفطيرة " للاحتفال برأس السنة الهجرية و هي عبارة عن عمل فطيرة بالمنزل ولابد من عملها فى اول يوم فى السنة الهجرية معتقدين ان هذه العادة ستفتح ابواب الرزق والخير عليهم طوال العام الجديد .
تعليقات
إرسال تعليق