التجارة الأحقر على مستوى العالم
كتبت - إيمان عاطف :
قد نصاب بخيبات الأمل والحسرة عند
سماعنا زواج الفتيات القاصرات اللاواتى لم يتخطى عمرهن خمسة عشر عاماً و للوهلة الأولى لا نصدق ما يورى لنا من قصص هؤلاء الفتيات فقد يعانين الكثير من الأحباط ويشعرن انهن سلعة تباع وتشترى ولم نسمع الى الأن اى قانون يجرم ما يفعلة الأباء ببناتهن وعلى الأحرى أطفالهن فقد انتشرت هذة الظاهرة وأصبحت رمزاً من رموز العقود المنظمة علماً بأن احدى الدراسات الحديثة التى أجريت حول هذة الظاهرة بغلت نحو74 % كمحافظة 6 أكتوبر وبلغت على مستوى مصر نحو 11% فهذة الظاهرة تنتشر فى أكثر الأحياء فقراً حيث لا مال ولا تعليم وكشفت اخر التحقيقات التي قامت بها النيابة العامة عن وجود شبكات لتزويج الفتيات القصر من أثرياء خليجيين مقابل مبالغ مالية عن طريق وسطاء ومحامين متخصصين في عقود الزواج العرفي في عدد من المحافظات المصرية خصوصا في محافظة 6 أكتوبر، واذا كنت زائرا للقاهرة فستجد امامك في محطات المترو العديد من اعلانات مكاتب الزواج التي تروج لهذا النوع من الدعارة التي تتخذ لها شكلاً شرعياً، فتجد الفتيات القاصرات والاباء يتصلن بالارقام الموجودة ليعرضن انفسهن على السماسرة الذين تحولوا الى رجال اعمال ناجحين بين ليلة وضحاها. ويشير خبراء في مجال الصحة إلى أن مشكلة زواج القاصرات تتعلق بالفتيات اللاتي لم يناهزن سن المحيض ، الأمر الذي قد يعرضهن لمشاكل صحية، مؤكدين في الوقت نفسه على أن المشكلة لا تتعلق بعدم بلوغ الفتيات سنا معينة، وأكدت دراسة حديثة أخرى أعدت بالتعاون بين وزارة التضامن الاجتماعي ومنظمة "اليونيسيف"، أن مصر تعد محطة انتقال "ترانزيت" للأتجار. ومن أهم أشكال هذا الأتجار زواج الصغيرات والزواج السياحي، وذلك طبقا لتقارير الأمم المتحدة حول الأتجار بالبشر.
كما حذّرت احدى الدراسات من ظاهرة الزواج المبكر بين الفتيات المصريات " أقل من 20 سنة " معتبرة أنه يرتبط بحدوث طلاق مبكر، وطالبت بالعمل على رفع سن الزواج من خلال سن قوانين وتفعيل القوانين القائمة، وأوضحت دراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، بعنوان "أنماط الزواج في المجتمع المصري" أن ظاهرة الزواج المبكر تنتشر في مصر، حيث بلغ عدد حالاته عام 2006 حوالى 153 ألف حالة تمثل نسبة 29 فى المئة من إجمالي حالات الزواج التي تمت في الفترة ذاتها. ونبهت الدراسة إلى معاناة 26 ألف طفل من تـفـكك أسـرهم بـسبـب طلاق الـوالـدين،
وعلى الصعيد الدينى فقد اوضح الشيح محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق أنة لايوجد فى الأسلام ما يسمى بزواج القاصرات
, والقول إن رسول الله صلي الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة وهي في التاسعة من عمرها هو افتراء علي رسول الله.
حيث قال العلماء إنها كانت في التاسعة عشر, ويري ان الزواج له شروطه وأركانه التي تحددها الدولة وهو سن18 سنة, ومن حق الحاكم ان يعدل هذه السن اذا ارتأي مصلحة في ذلك, أما الذين ينادون بزواج القاصرات فهذا معناه اننا ننشئ مجتمع من الجاهلية, فالأم عماد الأسرة يجب ان يكون لديها ثقافات متعددة, فكيف للقاصر ان تربي جيلاً وتقوم باعباء اسرة وامثالها يلعبون في الشارع, فكل الأسانيد التي يستند اليها المطالبون بزواج القاصرات ليس لها اساس من الصحة, وتعليم الفتاة من شأنه رفع سن الزواج, حتي يتكون لديها الإدراك والوعي بالمسئولية التي ستلقي علي عاتقها, وتستطيع تربية أبنائها تربية صحيحة. أما الدكتور محمد فريد عضو لجنة الفتوي بالأزهر فأشار إلي أن الشرع يجرم زواج القاصرات حتي وان كانت بالغة, فهناك من تبلغ في سنوات مبكرة ما بين9 و21 عاما لكنها بالقطع مازالت لا تستطيع تحمل مسئوليات الزواج, ويحرص الدين الإسلامي علي إن يكون الزواج شرعيا, وإذا اقر الدستور رفع سن الزواج فيصبح ذلك من مصلحة الفتاة وليس ضدها. ومن جانبه يؤكد الدكتور محمد نجيب عوضين أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة أن هذه القضية واضحة تماما في الشريعة الإسلامية, حيث لا يفرض الإسلام علي المجتمع تزويج الفتاة صغيرة السن حتي لو كانت بالغة ولكن إذا تم فهو صحيح من الناحية الشرعية
تعليقات
إرسال تعليق