تمثال السلسلة تجسيد للأسطورة اليونانية " زيوس "

تمثال السلسلة للنحات فتحى محمود

قصة التمثال هى الأسطورة اليونانية القديمة عن زيوس رب الأرباب الذى شعر بالملل فى حياته مع هيرا زوجته القوية فوق جبل الأولمب، فقرر كعادته حين ينتابه هذا الملل أن يترك مكانه فوق الجبل وينزل ليعاشر امرأة جميلة من الأرض. الأساطير اليونانية، كما نعرف، لا تفصل بين الآلهة والبشر، فكم من البشر كانوا من أبناء الآلهة حين يلتقى إله بامرأة أو إلهة برجل، لذلك غلب على كل شخصياتها الجمال المطلق والحركة.
نظر زيوس من مكانه العالى فوق الأولمب يتطلع إلى نساء الأرض تحته فوقعت عيناه على «أوروبا» بنت ملك مدينة صور بالأرض التى سميت لبنان فيما بعد، كانت جميلة ومنطلقة ولا تكف عن الخروج إلى المروج والشاطئ مع رفيقاتها، فقرر زيوس أن يفوز بها. لكن كيف؟ كانت ثيران الحاكم بدورها تظهر قريبا من الشاطى على المروج الخضراء كل يوم، وتلعب ابنة الحاكم أوروبا بينها.

كانت الثيران كلها سوداء، هبط زيوس من عليائه فى صورة ثور أبيض شاهق البياض، فكان طبيعيا أن يكون مميزا بين الثيران ولافتا للنظر. أقبلت عليه أوروبا الجميلة وقد راقها بياضه وجماله. ما إن اقتربت منه حتى نام على ظهره سعيدا بها، فراحت تعبث بيديها فى صدره وهو لا يقاوم، بل يبتهج ويشجعها على الاطمئنان إليه، حتى إذا رآها اطمأنت اعتدل ووقف وطلب منها أن تركب على ظهره، ففعلت سعيدة وراح يتحرك بها بين المروج حتى وصل إلى الشاطئ القريب ثم نزل بها إلى الماء. طلبت منه العودة إلى الشاطئ لكنه رفض واستمر يتقدم بها فى الماء، ثم أسرع وعبر بها البحر حتى وصل إلى جزيرة كريت، وهناك عاد إلى صورته الأصلية، زيوس رب الأرباب.

 طبعا لم يكن ممكنا أن ترفضه الفتاة الجميلة، فهو القوى الذى تخضع له كل الآلهة، فأنجب منها ثلاثة أطفال ثم أخذهم إلى الأرض القريبة التى حملت اسم أوروبا وهى قارة أوروبا الآن، هذه حكاية التمثال. كل أحداثها بعيدة عن الإسكندرية التى كانت معروفة فى الأساطير اليونانية القديمة قبل أن ينشئها الإسكندر بالجزيرة االتى وراء بحر الظلمات. إذن ما علاقة الإسكندرية بالأسطورة؟ العلاقة هى بين الإسكندرية وأوروبا.

فالإسكندرية هى بنت اليونان الذين قدموا من أوروبا، والإسكندرية هى التى امتزجت فيها الحضارة اليونانية والرومانية بحضارة الشرق، والإسكندرية هى التى كانت منارة الدنيا لأكثر من ستة قرون عرفت بالعصر السكندرى التى شملت الحقبة البطلمية وبعضا من الحقبة الرومانية قبل الفتح الإسلامى. العلاقة بين الإسكندرية وأوروبا عظيمة على طول التاريخ. بدأت باليونان الذين يمثلهم زيوس واستمرت مع كل من كان يعبر البحر المتوسط من هناك أو يذهب إليه منها. التمثال هو زيوس فى هيئة الثور وأوربا الجميلة التى استسلمت له، أما الأشرعة فهى العبور فى الزمن والمكان إلى فضاء العظمة فى التاريخ، واللون الأبيض هو النور الذى تبادلته الإسكندرية مع أوروبا.
By: Shaimaa M. Al-Bayrakdar
 Nematy Wazwaz

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

" فتح الفطير " .. عادة تصاحب كل أول سنة هجرية