أيمن عثمان يكتب من هو إبن البارم ديله؟؟
وصف الرحالة الكسندر مندوزا – من بيرو – المصريين بعد زيارته لمصر عام 1792 بـ " إنهم ظرفاء بطبعهم كرماء تجرى فى دمائهم الشهامة والرجولة بدون عنف أو دم ، ويخرجون من الأزمات بالضحك عليها ، وإذا جائهم حاكم باغ أو ظالم قاوموه بالنكتة والتريقة وإطلاق القفشات والضحك عليه " .. دى طبيعة المصرى من أيام الفراعنة السخرية من كل ممثلى الحكم والمقربين من السلطة ، وإطلاق مسميات هزلية عليهم ..
مثلا فى الفترة الزمنية مابين 1650 : 1715 هنلاقى مسميات ساخرة على الأمراء العثمانيين والمماليك والأرمن تحط من قدرهم ومكانتهم وإحترامهم وتبين مدى كره المصريين لوجودهم.. على سبيل المثال لا الحصر .. أطلقوا على محمد باشا " زلعة السم " ، وعلى حسين باشا الدالى " المجنون " ، وعلى إبراهيم باشا " الشيطان " ، وعلى محمد بيك الدفتردار " إبن المرة " ، وعلى أحمد باشا " الجزار " ، وعلى مصطفى بك " القرد " ، وعلى سليمان بك " بارم ديله " ، وعلى الأتراك والغزاة عموما " الغز / قبيلة من الأتراك " ، ومنها " اخر خدمة الغز علقة " .
سليمان بك الأرمنى وصفه الجبرتى بإنه من الوجهاء أصحاب المال والخدم ، وكان برتبة صنجق " لواء " ، وبيشغل رئاسة الأقاليم " وزير المحليات " .. أطلق عليه المصريين لقب " بارم ديله " لتفاخره بنفسه ، والـ بارم ديله فى الموروث الشعبى حيوان يجمع بين الكلب والذئب .. ديله واقف لأعلى وطرفه مبروم ، وكان الفراعنة يطلقون عليه " سوه " بمعنى المتباهى والمتفاخر ، وأطلقوا على الأمير عثمان جلبى إبن سليمان بك الأرمنى الشاب الوارث الجاه والخدم والمناصب والتباهى " إبن بارم ديله " .. وأصبح مضرب المثل لكل واحد شايف نفسه .. فوق الكل .
المصادر ..
العيب فى الذات الملكية .. د. سيد عشماوى
فصول من التاريخ الإجتماعى للقاهرة العثمانية .. ترجمة زهير الشايب
المجتمع المصرى فى العصر العثمانى .. ليلى عبد اللطيف
تعليقات
إرسال تعليق